أضحت الجريمة في ليبيا مهنة في غياب جهاز للشرطة ووزارة للداخلية، حسب ما أقره المؤتمر الوطني العام.
وقرأ نزار كعوان النائب في المؤتمر الوطني الثلاثاء 21 يناير تقرير لجنة الداخلية الذي يشير إلى سقوط 643 قتيل في 2013.
وأبرز ارتفاع عدد الجرائم في النهار أكثر من الليل وهو مؤشر على حالة غياب القانون التي تعصف بليبيا.
كما ارتفع معدل الجريمة في 2013 بالمقارنة مع 2012 رغم وجود 250 ألف شرطي في ليبيا.
ونوه النائب إلى أنه في ليبيا يوجد شرطي لكل 30 مواطن “وهو معدل مرتفع عن بعض دول العالم المتقدمة”.
وأضاف كعوان “الأمن ووزارة الداخلية غائبة عن أولويات وزير الداخلية المكلف ونائب رئيس الوزراء الصديق عبد الكريم”.
وأوضح أنه لحد الآن لم يُدمج سوى 29.6 % من الثوار بالوزارة.
بيد أن وزارة الداخلية حطمت رقما قياسيا في استبدال قياداتها.
ورغم أن وزارة الداخلية هي من أهم الوزارات على الإطلاق فهي بدون وزير منذ 17 غشت 2013 عندما أنهى محمد خليفة الشيخ فترة انتدابه على مدى أربعة أشهر، حسب النائب.
في هذا الصدد، يقول يوسف، شرطي، “استُبدل وزيران، والوزير المكلف طبيب أطفال والوزارة ظلت بدون وزير منذ غشت، وبدون خطة أو إستراتيجية لتحقيق الأمن على أرض الواقع”.
وقال “عُين قادة في مختلف إدارات الوزارة وليس لهم الخبرة ولا الدراية بل وأن بعضهم لا يمتلك روح القيادة”.
ويبدي الليبيون كذلك قلقا إزاء الوضع الأمني في بلدهم.
ليلي بشير، موظفة في إحدى الوزارات بطرابلس، قالت “لم نر شيئا تحقق على الأرض إلا بعض أفراد الشرطة ممن يساهمون في حركة السير والسيارات. وأعتقد بأنهم في الشوارع الرئيسية والمهمة، بينما اختفى دورها في الشوارع الخلفية”.
يوسف بلعيد، ناشط سياسي، قال “ربع مليون شرطي يأخذون رواتبهم، وليس لهم حضور أو أنهم لا يمتلكون الإمكانيات”.
وقال لمغاربية إنه يخشى الخروج مخافة التعرض لهجوم بسبب انتشار السلاح. “رجال الشرطة يحتاجون إلى رفع المعنويات، وعلينا الوقوف مع الشرطة ودعمها حتى يكون لها الدور الهام في تحقيق الأمن”.
أما محاسن بشير، معلمة، تقول إن الشرطة ليس لها وجود على أرض الواقع، ويخرجون في المناسبات.
وقالت “أستغرب لهذا العدد الذي سمعته اليوم”.
وتضيف “ليلة الأمس رجعت رفقة زوجي وأبنائي ولم نر أي شرطي في الشوارع التي مررنا بها”.
بدوره قال عبد السلام زايد، مهندس في الإسكان “لا توجد خطة ولا رؤية، فماذا تنتظرون من وزارة ليس لها وزير متخصص في علوم الشرطة والأمن؟”
عصام محمد
مغاربية
نشرت هذه المقالة في الأصل هنا.