توجه الليبيون إلى مراكز الاقتراع الخميس 20 فبراير لاختيار أعضاء لجنة صياغة الدستور.
وبلغت نسبة المشاركة 45 في المائة من الناخبين المسجلين حسب المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.
في هذا الصدد، قال رئيس المفوضية نوري العبار مساء الخميس “أود تهنئة الشعب الليبي بمناسبة هذا الحدث التاريخي الذي يشكل معلمة رئيسية في طريق الديمقراطية وبناء دولة الحرية والرخاء والعدالة”.
لكنه أشار إلى أن عملية التصويت شابتها أعمال عنف في عدة مناطق.
حيث اغتال مسلحون سالم عطية بوجدار، موظف بأحد مراكز الاقتراع، في درنة. كما تعرضت خمسة مكاتب اقتراع في المدينة الشرقية للتفجير عشية الانتخاب وأغلق مكتب سادس على يد الميلشيات يوم الاقتراع حسب فرانس بريس.
وتم اقتحام مركزي اقتراع في أوباري وأضرمت فيها النيران حسب ليبيا هيرالد. وتوقفت عملية التصويت بعد إقدام متظاهرين على إحراق صناديق الاقتراع. واندلعت أعمال عنف مشابهة في الكفرة التي أغلقت فيها ثلاثة مراكز اقتراع.
أحداث العنف لم تمنع العديد من الناخبين من التعبير عن فخرهم للإدلاء بأصواتهم “بعد 42 سنة من الحرمان” حسب أبو بكر ساسي، مهندس في قطاع التكنولوجيا والذي قال كذلك “دمعتي نزلت، وهو شعور لا يستهان به لوجود حرية الاختيار”.
واعتبرها تجربة وفرصة، مؤكدا أنه سيدافع عنها من أجل الأبناء والأجيال القادمة.
من جانبه قال مختار بن حميدة، موظف في القطاع الحكومي، إن العملية الانتخابية جرت بكل تقنية بدءا بالرسائل النصية عبر الهاتف النقال لتشجيع الناخبين على التصويت.
بينما شكك علي يوسف، عضو هيئة التدريس الجامعي، في الأرقام المسجلة،مشيرا إلى الاغتيالاتالتي حدثت شرق البلاد، ومن بينها اغتيال قاض في بنغازي.
وقال “هناك اعتداءات على وسائل الإعلام كقناة العاصمة وخطف إعلاميين بغرب البلاد، وانقلابين في هذا الأسبوع للواء حفتر وكتيبتي القعقاع والصواعق على الشرعية في البلاد. لا يمكن أن تجرى انتخابات دستورية في ظل هذه الظروف وسط الفوضى والوضع الأمني المتردي”.
نفس مشاعر الاضطراب غمرت الناخبين في درنة أمام الوضع الأمني المتدهور.
المحامي باسط محمود، 39 سنة، استعرض سلسلة من المشاكل من انعدام الثقة في قانون الانتخابات إلى تخويف الناس على يد الإرهابيين في درنة.
وتابع يقول “النكفيريون يفجرون مراكز الانتخابات، والسلفيون يقولون إن الانتخابات حرام”.
أنس الشريف، شاب من مدينة بنغازي، كان في زيارة إلى مدينة درنة قال إنه سمع خمس تفجيرات. وأضاف “كادت اثنتان من بينها أن تبكياني فزعاً وحزنا”، ومضى يقول إن تلك التفجيرات استهدفت “مدرسة الضياء ومدرسة الجلاء ثم مدرسة فتحي الطيرة ومدرسة الزهراء وتليها مدرسة الخلود، والصور أسوأ من أن تنشر”.
وفي ظهر اليوم الموالي، يضيف الشريف “ارتفع صوت الآذان، وارتفعت معه دعوات المرعوبين من أهالي مدينة درنة لعل الله يستجيب بعد كل هذا الدمار والموت والدماء”.
وتابع يقول “أعزي لكم درنة مدينة الثقافة والمسرح والموسيقى والفن. لي رغبة في الخروج وجمع الناس للبكاء والعويل والصراخ حتى المساء”.
مريم حسن، 38 سنة، معلمة في درنة، قالت إن الأوضاع بدرنة “مزرية” و”لا يوجد أي مراكز انتخابية مفتوحة والجماعات تقوم بترهيب الناس وتتهمهم بالكفر”.
وتضيف “درنة تعاني من اغتيال رجال القضاء ورجال الجيش الوطني. لم يتركوا أحدا، الكل ينتظر دوره، درنة مغتصبة وتعاني. درنة حالة خاصة وشعبها يعاني ولا أحد يهتم بحالها، لا الحكومة ولا المؤتمر الوطني العام”.
وقالت المعلمة “اغتيالات وتفجيرات يومية أرهقتنا رعبا من المتطرفين”.
بينما عبرت د. انتصار العقيلي عضو المجلس الانتقالي السابق عن فرحتها بهذا التصويت قائلة “الحمد لله، انتخبنا اليوم وفاء لدماء الشهداء، وتأكيداً لرغبتنا في بناء دولة ليبيا، ولم أتأخر اليوم عن هذا الاستحقاق الوطني العظيم”.
وفي هذه الأثناء بمدينة سرت، كانت السلطات المحلية والجهات الأمنية والخدمات الصحية على أهبة الاستعداد لهذا الحدث لضمان سير الانتخابات في ظروف جيدة.
ياسمين أحمد، 23 سنة، قالت “انتحابات اليوم مرت بشكل صحيح رغم كل التجاوزات”، مضيفة “نعم، لقد شاركنا في الانتخابات رغم استيائنا من عدم انتخاب المكونات الأمازيغية والتبو والطوارق”.
وبلغ عدد الناخبين المسجلين في سرت 20 ألف، فيما بلغ عدد الذين أدلوا بأصواتهم 10 آلاف حسب النتائج الأولية للمفوضية العليا للانتخابات.
أحمد الأمين، رجل أعمال، 61 عاما، قال “أدليت بصوتي لمن يستحق بعيدا عن الجهوية والمناطقية. وباعتقادي هناك وعي انتخابي لا بأس به مقارنة بانتخابات 7/7”.
وختم بالقول “أتمنى من الجميع أن يشارك لبناء دولة ليبيا التي يحلم بها كل الليبيين”.
عصام محمد من طرابلس وآية البرقاوي من بنغازي وعز الدين أحمد مختار
مغاربية
.نُشرت هذه المقالة في الأصل هنا