المبعوث الأممي لا يمتلك ما يقدمه أكثر من التنديد، والبشير يسعى للعب دور أكثر ايجابية في الأزمة الليبية عقب عودته من القاهرة.
طرابلس – قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى ليبيا، الثلاثاء، إن الاقتتال الداخلي يدفع البلاد “قريبا جدا من نقطة اللاعودة”، فيما اعلن وزير سوداني ان رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني الذي يزور الخرطوم وافق على اقتراح السودان استضافة اجتماع للأفرقاء الرئيسيين في الازمة الليبية.
وتأتي تصريحات المبعوث الاممي والمسؤول السوداني وسط تعثر جهود ابرام وقف لإطلاق النار وبدء حوار سياسي.
ويوجد في ليبيا برلمانان وحكومتان منذ سيطر فصيل مسلح من مدينة مصراتة الغربية على العاصمة طرابلس في أغسطس/آب وشكل حكومته الخاصة ودعا المؤتمر الوطني العام الذي انتهت ولايته لمعاودة الانعقاد بدلا من مجلس النواب الجديد.
واضطرت حكومة رئيس الوزراء عبدالله الثني المعترف بها دوليا الى الانتقال مسافة ألف كيلومتر الى الشرق حيث يعمل مجلس النواب المنتخب ايضا مما يقسم البلاد الصحراوية المترامية الاطراف فعليا.
وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي للصحفيين ان الثني “قبل الخطة التي طرحها الرئيس عمر البشير لجمع الافرقاء الليبيين”.
ولم يدل كرتي بتفاصيل هذه الخطة، لكنه اكد انها ستناقش في الاجتماع المقبل للدول المجاورة لليبيا والذي سيعقد في العاصمة السودانية.
وكان يتحدث اثر اجتماع بين رئيس الوزراء الليبي والرئيس السوداني ومسؤولين سودانيين اخرين.
ويسعى الرئيس عمر البشير الى تعديل استراتيجية بلاده في ليبيا بعد ايام من انتهاء زيارته للقاهرة ولقاءه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهي الزيارة التي شكلت على ما يبدو نقطة تحول في سياسة الخرطوم تجاه ليبيا، والتي تحولت الى موقف معتدل بعدما كانت منحازة بشكل واضح الى تحركات الاسلاميين.
وفي سبتمبر/ايلول، اتهمت الحكومة الليبية السودان بدعم مجموعات “ارهابية” في ليبيا عبر تزويدها اسلحة وذخائر، الامر الذي نفته الخرطوم.
من جهته، بدأ المبعوث الخاص للأمم المتحدة برنادينو ليون في سبتمبر/ايلول مبادرة لجمع الجانبين في حوار والتوصل لوقف لإطلاق النار. لكن القتال تفاقم في الأسبوعين المنصرمين في مدينة بنغازي الشرقية وفي غرب البلاد ايضا. وقتل 130 شخصا على الاقل في بنغازي وحدها حيث قصفت طائرات حربية مسلحين يشتبه بأنهم اسلاميون متشددون الثلاثاء.
وقال ليون في مؤتمر صحفي عبر التلفزيون “أعتقد أن الوقت ينفد من هذه البلاد. الخطر على البلاد أننا في الاسابيع القليلة الماضية نقترب جدا من نقطة اللاعودة”.
ويقول مراقبون ان ليون لم يعد لديه ما يقدمه في الازمة الليبية أكثر من التنديد، في وقت تتعسف فيه الميليشيات القريبة من تنظيم الاخوان المسلمين، وتسعى الى فرض شروطها عليه من اجل التوصل الى اتفاق مع خصومهم.
وتخشى الدول الغربية ان تتجه الدولة العضو في اوبك الى حرب أهلية حيث السلطات أضعف من ان يمكنها السيطرة على المتمردين السابقين على حكم معمر القذافي الذين ساعدوا في الاطاحة به في 2011 لكنهم يتحدون الآن سلطة الدولة لأجل النفوذ والفوز بحصة من ايرادات النفط.
ورفض ليون أن يعطي اطارا زمنيا لمحادثات الأمم المتحدة بين مجلس النواب وأعضاء المجلس من مصراتة الذين يقاطعون جلساته. وتعاني المحادثات من غياب الفصائل المسلحة التابعة لمصراتة وكذلك فصيل منافس من مدينة الزنتان الواقعة غربي العاصمة. وخاضت الفصائل قتالا في طرابلس لأكثر من شهر خلال الصيف.
لكن الدبلوماسيين يأملون أن تؤدي المحادثات في نهاية الأمر الى حوار أوسع لأن اعضاء مجلس النواب من مصراتة يرتبطون بصورة غير مباشرة بالبرلمان المنافس في طرابلس.
وتفاقم الوضع في طرابلس بسبب صراع منفصل بين قوات مؤيدة للحكومة وكتائب اسلامية في بنغازي المدينة الرئيسية في الشرق. وفي غرب ليبيا خارج طرابلس تقاتل كتائب من مصراتة، توصف بالمتشددة، منافسين من الزنتان كانوا اطاحوا بهم من العاصمة في أغسطس/آب.
ميدل ايست أونلاين
نشرت هذه المقالة في الأصل هنا.