الثلاثاء , 28 نوفمبر 2023
الرئيسية / Featured Articles / 'تأمين ليبيا يعني تأمين المغرب الكبير'

'تأمين ليبيا يعني تأمين المغرب الكبير'

الأزمة الليبية وتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابية تشكل تهديدات مباشرة على استقرار المغرب الكبير حسب تحذير المحلل الأمني محمد شقير.

مغاربية زارته في الدار البيضاء لمعرفة المزيد عن مدى ترابط القضيتين.

مغاربية: داعش أعلنت الأسبوع الماضي مسؤوليتها عن هجوم طرابلس، ما الذي يعنيه الوضع الليبي بالنسبة للمغرب الكبير وإفريقيا؟

محمد شقير: تأزم  الأوضاع في ليبيا أثر بشكل كبير على المنطقة المغاربية وخاصة في مصر وتونس كما أثر هذا على بعض الدول المجاورة وخاصة دول الساحل، وبشكل خاص في التشاد و مالي و النيجر…

السلاح الليبي الذي خلفه نظام القدافي ساهم في خلق مجموعات إرهابية… مجموعات وعصابات أعلنت تأييدها ومبايعتها للقاعدة أو داعش وأرهبت المنطقة وحولتها إلى بؤرة ملتهبة مما انعكس سلبا على استقرار الأوضاع في المنطقة المغاربية المضطربة.

مغاربية: هل تواجه كل البلدان المغاربية نفس الوضع؟

شقير: عدم الاستقرار الذي تعاني منه ليبيا أثر بشكل غير مباشر على تونس التي تحاول جاهدة استتباب الأمن فوق أراضيها… الجزائر تتمتع باستقرار نسبي نظرا لأن التجربة التي عرفتها في التسعينات جعلت القوى المحلية تتصدى لأية محاولة لزعزعة الاستقرار في البلاد. أما المغرب فتعامل مع تداعيات الحراك السياسي بإدخال مجموعة من التعديلات الدستورية والقيام ببعض الإصلاحات…

أظن أن استقرار الجزائر والمغرب وتونس إلى حد ما حاول أن يعطي نوعا من التوازن في المنطقة العربية، لأننا نعرف أن الجزائر والمغرب هما الدعامتان والركيزتان في المنطقة المغاربية والعربية، ومادامت هاتين الدولتين تنعمان بالاستقرار فإن المنطقة المغاربية في نظري لم تتأثر بشكل كبير ولم تعرف هزة قوية كما عرفها الشرق الأوسط.

انظر فقط إلى العراق وسوريا اللتان تعرفان عدم استقرار وغياب الدولة نظرا لسيطرة داعش على جزء كبير من الأراضي في الدولتين وهذا يهدد بشكل كبير منطقة الشرق الأوسط برمتها.

مغاربية: هل هذا يعني أن المنطقة المغاربية في منأى عن الخطر الداعشي؟

شقير: لابد من وقوف الدول المغاربية وقفة رجل واحد ضد المد الإرهابي الداعشي. أمام استقرار المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا، يبقى الخطر هو غياب الأمن والاستقرار في ليبيا.

لذلك ففي اعتقادي أنه إذا تم التحكم والسيطرة على الأوضاع داخل ليبيا فإن الخطر سيتقلص وستحافظ المنطقة المغاربية على استقرارها…

وهذا لا يعني أن هذه الدول لن تعرف تداعيات الإرهاب وخاصة تأثيرات ما يجري في ساحات حروب تنظيم القاعدة وداعش المفتوحتين.

مغاربية: كيف تمكنت داعش من تجنيد شباب من منطقتنا؟

شقير: أظن أن الشباب المغاربي عموما تأثر بشكل كبير بالحملات الدعوية التي تقوم بها داعش.

أظن أن التحدي الذي يمكن أن تواجهه الأنظمة المغاربية في الوقت الراهن هو كيفية الحد من هذا النزوح أو الهجرة الجماعية للعديد من الشباب المغاربي المتمرد إلى سوريا والعراق… وكيفية الحد من تأثير هذا الخطر الإرهابي وارتداده  داخل مجالنا المغاربي عبر خطط أمنية محكمة وتنسيق استخباراتي قوي وضربات استباقية ناجعة.

مغاربية: ماذا تقصد بتنسيق مغاربي أفضل لمواجهة خطر الدولة الإسلامية؟

شقير: تنظيم داعش كشف عن قدراته الهائلة في استقطاب الشباب المغاربي البعيد عن منطقة داعش بآلاف الكيلومترات، كما كشف عن قدراته في إقناع الشباب المغاربي في أوروبا وتجنيده للقيام ببعض العمليات الإرهابية التي يسطرها حتى خارج الأراضي التي يسيطر عليها على غرار ما حدث في فرنسا وبعض الدول الأوروبية.

وهذا هو ربما التحدي الأكبر الذي تواجهه الأنظمة المغاربية لشل حركة وقدرات داعش للتزود ببعض الشباب الذي تعتبره الحطب الذي يزيدها توهجا واشتعالا.

وأظن أن تحقيق هذا الهدف يستلزم التنسيق الاستخباراتي المغاربي القوي بين الأنظمة المغاربية. لأن الأمن أكبر من أي خلاف.

وفي نظري فإذا استطاعت هذه الدول تجاوز خلافاتها السياسية وتمكنت من التنسيق على المستوى الاستخباراتي ستتمكن من إضعاف واحتواء الخطر الإرهابي خاصة الآتي من القاعدة وداعش، وهذا سيزيد لا محالة من تكريس الاستقرار والأمن على المستوى المغاربي.

مغاربية: كمغربي، كيف ترى تعاطي المغرب مع خطر داعش؟

شقير: المغرب من أكثر الدول استقرارا وأمنا على المستوى المغاربي، فالمغرب أثبت نجاعة كبيرة في توجيه ضربات استباقية قوية عبر القيام بتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية ومنها خلايا كانت تستعد لتلقي الضوء الأخضر للقيام بعمليات إرهابية داخل المملكة…

فلو أن بعض هذه الخلايا وصلت إلى حيز التنفيذ لكانت الأمور ستكون كارثية.

الدولة تقود حملات توقيف السلفيين المشتبه في أمرهم و توقيف واعتقال المتورطين في السفر للالتحاق بداعش حتى بعد عودتهم…

المغرب اليوم يهدف إلى ضرب الإرهابيين في معقلهم عبر مباغتتهم وإفشال خططهم، المغرب اكتوى بنار الإرهاب ولا يريد أن يترك مجالا لتكرار التجربة المُرة.

مغاربية: ما الذي يمكننا القيام به أيضا لمواجهة هذا الخطر؟

شقير: الأمن مرتبط بتعاون وثيق بين كل الدول المغاربية استخباراتيا.

لأن الأداة الاستخباراتية هي الأداة الفعالة لمواجهة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش.

حوار أجراه محمد السعدوني

شاهد أيضاً

مجموعة العمل الأمنية تجتمع للمرة الأولى منذ تأسيسها داخل ليبيا

 ترأس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا اليوم، بالاشتراك مع الجمهورية التركية، أول …