أكد الكاتب والباحث الليبي محمد الجارح أنَّ ما تحتاج إليه ليبيا الآن هو استراتيجية كاملة لمواجهة تنظيم «داعش»، مشيرًا إلى أنَّ الأولوية لأي حكومة قادمة يجب أنْ تكون لبناء جيش قوي وفعَّال، يستطيع القضاء على التطرُّف والجماعات المسلحة.
وأضاف الجارح، الزميل في معهد «أتلانتيك كاونسيل» للدراسات، أنَّ محادثات الأمم المتحدة لن تستطيع حلَّ كافة القضايا في ليبيا، مؤكدًا أنَّ ليبيا لن تستطيع مواجهة الإرهاب والتطرُّف وحدها حتى مع وجود حكومة وحدة وطنية، بل تحتاج إلى خطة محكمة لتأمين الحدود ومنع تدفق الأسلحة إلى الجماعات المسلحة داخل الدولة، وبناء جيش وقوات أمنية قوية وفعالة لاستعادة الأمن.
واعتبر الكاتب، في مقالة المنشور أمس الأربعاء بموقع «وورلد بوليتيكس ريفيو» الأميركي، أنَّ تردُّد الدول الغربية وافتقارها لاستراتيجية واضحة لمواجهة الفوضى داخل ليبيا هي من الأسباب القوية لانتشار التنظيم لأنَّها تعطيه الوقت والمساحة الكافييْن للتوسع، فضلاً عن الفوضى السياسية والنزاع المسلح والفراغ الأمني وانعدام وجود مؤسسات قوية داخل الدولة، رغم افتقار المجتمع الليبي للخلافات الطائفية، التي يعتمد عليها التنظيم في المجتمعات الأخرى.
ويرى الكاتب أنَّ أية استراتيجية لمواجهة التنظيم يجب أنْ تأخذ بعين الاعتبار السياق الأوسع للحرب الأهلية الفوضوية في ليبيا، إذ من السهل أنْ تتغير التحالفات.
وأشار إلى وجود بعض التقارير التي تفيد برغبة بعض الجماعات الإسلامية في سرت الانقلاب على «داعش» واستعادة السيطرة على المدينة.
وفي نهاية المقال، أكد الكاتب مرة أخرى أنَّ انعدام وجود قوات موحَّدة أو استراتيجية واضحة لمواجهة «داعش» في ليبيا يساعد التنظيم في التوسُّع وزيادة سيطرته على المدن مثلما فعل في سورية والعراق.
ويرى أنَّ إصرار الأمم المتحدة والدول الغربية على تكوين حكومة وحدة وطنية أولاً كشرط أساسي لمساعدة ليبيا ضد «داعش» لن يساعد في حلِّ الأزمة وسيعطي التنظيم الوقت الكافي للتوسُّع.