القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا واحدٌ من أهداف كثيرة يتشاركها الليبيون مع المجتمع الدولي، ويمكن أن يشكّل حجر الأساس لعلاقة طويلة ومثمرة. تخشى أوروبا التي لا تزال تتعافى من صدمة باريس وبروكسل، قيام جيب متطرّف على بعد بضع مئات الكيلومترات من حدودها. وبالنسبة إلى الليبيين، يشكّل تنظيم الدولة الإسلامية خطراً جسيماً على السيادة والأمن القوميَّين، تزيد من حدّته أطماع التنظيم التوسّعية في المنطقة. من هذا المنطلق، فإن القلق من مقاتلي الدولة الإسلامية في ليبيا الذين تُقدَّر أعدادهم بخمسة آلاف شخص، ومن قاعدة التنظيم في سرت، وقدرته على زيادة أعداده والسيطرة على مزيد من الأراضي، يُملي سياسة المجتمع الدولي في التعامل مع ليبيا. لكن ذلك يعني تحولاً في أولويات السياسات في التعاطي مع الشأن الليبي، ما يجعل الأولوية السابقة المتمثّلة في تأمين الاستقرار السياسي في البلاد همّاً ثانوياً. تُعرّض هذه المقاربة مشروع الوحدة القومية الليبية للخطر، كما أنها ستؤدّي على الأرجح إلى إثارة الخلاف بين ليبيا وشركائها الخارجيين – الأمر الذي من شأنه أن يعطّل اعتماد استراتيجية شاملة لمواجهة الدولة الإسلامية.
This is only an excerpt. You can read the full article on صدى - مركز كارنيغي للشرق الأوسط