دان عددٌ من الإعلاميين الليبيين خطف الصحفي سليمان قشوط، رئيس جائزة «سبتيموس»، وزميله محمد اليعقوبي من قبل ملثمين، بينما كانا داخل أحد مقاهي منطقة حي الأندلس في العاصمة طرابلس.
وكتب صحفيون وإعلاميون وشخصيات عامة، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تعليقات عبـروا خلالها عن استيائهم مما تعرض له قشوط، حيث قال الإعلامي حمزة جبودة، إن قشوط حاول أن يصنع الفرح وثقافة الاحتفال الغائبة، معتبرًا أن ذلك هو السبب الذي أدى إلى توقيفه، قائلاً: «هذه في حد ذاتها جريمة عند مَن يخاف أن يرى الليبيين فرحانين»، متابعًا أن «قشوط لم يشكل سرية، ولم يهدد بني آدم، ولم يدمر حياة الناس، أو يساهم في الفتنة والكُره بين الليبيين».
الصحفية سعاد سالم، طالبت الصحفيين والإعلاميين بتبادل البيانات الشخصية، تحسبًا لتعرض أي زميل للخطف أو الاختفاء، وهو ما يُسهل التواصل مع العائلات وربط أخبارهم بالصحف.
وجائزة «سبتيموس» هي أول جائزة للإذاعة والتلفزيون والإبداع في ليبيا نظمتها شركة «نوميديا غروب» التي يترأسها الإعلامي سليمان قشوط، وبالتعاون مع وزارة الثقافة والمجتمع المدني، ويقع مقر الجائزة في طرابلس. كما جاءت تسمية الجائزة من صفة الإمبراطور الروماني، سبتيموس سيفيروس، الذي وُلد ونشأ وترعرع في مدينة لبدة الليبية.
الصحفي هشام حقية، قال مستهجنًا: «الصحفي المتميز سليمان قشوط الذي قام بتكريم المبدعين والفنانين من خلال جائزة سبتيموس للإبداع صحبة الصديق محمد اليعقوبي يكرَّمان من قبل الجهات الأمنية بالقبض عليهما والتحقيق معهما؛ لأنهما أعطيا للفنان والمبدع حقه في التكريم».
وطالب عديد الصحفيين والإعلاميين بضرورة إطلاقه، فيما قالت الإعلامية جهاد النفاتي إن قشوط كان يريد أن تكون طرابلس جميلة، وأن تكون بشكلها الحضاري، رافضة السلاح والحرب، لكن الرد جاء قاسيًا، قائلة: «طرابلس للأسف أسيرة ميليشيات».
الصحفية فرح أحمد، قالت إن سليمان قشوط حاول مرارًا جمع شتات الليبيين من الشرق إلى الغرب والجنوب تحت سقف قاعة واحدة، لإذابة جليد الفرقة بين الليبيين، مستنكرة عملية خطفه، بينما «لم يقتل، ولم يسرق، ولم يخطف، ولم يجوع أحدًا».
وكان مصدر مقرب من الصحفي المختطف إلى «بوابة الوسط» إن قشوط وزميله محمد اليعقوبي تم خطفهما من قبل ملثمين، بينما كانا داخل أحد مقاهي منطقة حي الأندلس في العاصمة طرابلس.
وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن أشخاصًا ملثمين اقتادوا قشوط بعد صلاة العشاء أمس إلى سيارة كتُب عليها «قوة الردع الخاصة». ولم يوضح المصدر مزيدًا من ملابسات الواقعة، لكنها لم تنشر أي تعليق حتى الآن.
وتقول المصادر إن المعلومات الأولية تفيد بأن قشوط أُلقي القبض عليه على خلفية إقامته مهرجان «سبتيموس»، بينما لم يصدر أي توضيح من الجهات الأمنية بشأن الحادثة حتى الآن.