قال محللون ومهتمون بالشأن الليبي إن ما يتردد عن مفاوضات جارية في ليبيا لسحب المقاتلين الروس من قاعدة الجفرة الاستراتيجية في ليبيا «يفتقر إلى أي دليل».
وذكر جلال حرشاوي، الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أن مرتزقة مجموعة «فاغنر» الروسية شبه العسكرية لا يزالون موجودين في قاعدة الجفرة الجوية وسط ليبيا، حسبما أفادت وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء. وأضاف حرشاوي «هذه الأخبار تبدو مطمئنة للغاية، لكنها للأسف تفتقر إلى أي دليل»، وتابع «يقول شهود عيان ليبيون في الجفرة إن (فاغنر) لا تزال هناك، وهؤلاء الشهود العيان المحليون هم الوحيدون المهمون حقًا».
وتتهم واشنطن الاتحاد الروسي بتزويد مجموعة «فاغنر» في ليبيا بطائرات مقاتلة ومركبات عسكرية مصفحة وأنظمة دفاع جوي، في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي للعام 1970 والحظر المفروض على الأسلحة، المزاعم التي تنفيها موسكو باستمرار.
أكبر «ثقل عسكري» لفاغنر في ليبيا
وتتركز المقاتلات الروسية في قاعدة الجفرة الجوية حيث أكبر «ثقل عسكري» لـ«فاغنر» في ليبيا، وفي محطات متنقلة بالقرب من حقل نفط زيلا ميتسالونا في ليبيا، وهي منطقة غنية بالنفط في وسط وشرق ليبيا؛ وفي المناطق التي تتراوح من حقل زيلا إلى مدينة هون (عاصمة منطقة الجفرة) حتى الحدود مع تشاد، وفق موسى تيهوساي، الباحث الليبي المتخصص في الشؤون الإفريقية.
ويضيف موسى تيهوساي أن عناصر «فاغنر» يديرون قاعدة براك الشاطئ الجوية منذ انسحاب القوات التابعة لحكومة الوفاق السابقة العام 2020؛ وأخيرًا يوجد المرتزقة الروس في قاعدة تمانهنت الجوية، بالقرب من سبها، عاصمة فزان، حيث تقدم «فاغنر» الدعم اللوجستي وتتحكم في نقل الشاحنات.
وأشار تيهوساي أيضًا إلى «نوفا» بـ«تحركات مكثفة بين فاغنر في ليبيا وفاغنر في وسط إفريقيا خلال الفترة الماضية عبر طائرة IL18 مسجلة في وسط إفريقيا برقم TL-KBR، خاضعة لعقوبات من قبل وزارة الخزانة الاميركية». (نوفا)
وقالت مصادر ليبية لـ«نوفا»: «إن القائد العام لقوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر لا يعارض انسحاب المرتزقة الروس، بشرط الحفاظ على التوازن في البلاد». وأضاف «يطلب حفتر ضمانات، ويريد أن يفهم ما ستفعله الجماعات المسلحة في الغرب وكيف ستتصرف تركيا. يضاف إلى ذلك أن المجموعة الروسية من جهتها لا مصلحة لها في ترك مواقعها في وسط ليبيا وفي فزان والساحل. الحديث عن الانسحاب لا يزال سابقًا لأوانه».
بيد أنه في نوفمبر الماضي، نشرت قوات القيادة العامة لأول مرة، بعض الصور لمقاتلات (ميغ -29) الروسية المتمركزة في قاعدة الجفرة الجوية بوسط ليبيا.