السبت , 30 سبتمبر 2023
الرئيسية / مقالات / الصحافة الورقية في ليبيا مهددة بالاندثار

الصحافة الورقية في ليبيا مهددة بالاندثار

 أصبحت الصحافة الورقية في ليبيا مهددة بالاندثار بعدما كانت تتمتع بمكانة مهمة لدى القراء، إذ تتراجع شيئا فشيئا أمام الصحافة الإلكترونية وتمر بأزمة قد تصير معها جزءا من الذكريات.

وتقف العديد من الأسباب وراء ما آلت إليه الصحافة الورقية في ليبيا منها الأوضاع المالية وعزوف القراء، لكن يظل السبب الأساسي هو ظهور الصحافة الإلكترونية، وبسبب ذلك فقد العديد من الصحفيين وظائفهم في الجرائد الورقية التي انخفض عددها بشكل حاد في بنغازي على سبيل المثال بعد انتفاضة 2011 من 30 صحيفة إلى أن وصلت إلى اثنتين أو ثلاثة، ولا تصدر حتى يوميا وتخشى أيضا المصير نفسه.

ووفقا لتقرير معهد رويترز عن الصحافة الرقمية في عام 2022 “لا تزال معظم وسائل الإعلام الإخبارية تكافح في بيئة تهيمن فيها الإنترنت، حيث يذهب الجزء الأكبر من اهتمام الجمهور والإنفاق الإعلاني إلى المنصات الرقمية، وحيث تلجأ العديد من الأصوات الجديدة – بدءا من المبدعين والمؤثرين إلى النشطاء والسياسيين – لتصنع لنفسها مكانة خاصة في منافسة مباشرة مع الصحفيين لجذب الانتباه”.

وتقول أسماء صهد (49 عاما) وهي مديرة تحرير بمجلة البيت “الصحافة الإلكترونية طغت بشكل كبير على الصحافة الورقية ليس هذا فقط كذلك العامل المادي الذي جعل الصحف لا تُطبع بشكل يومي بسبب تردي المبيعات وعزوف القارئ في الشارع الليبي”.

وتابعت “الإيراد لا يغطي حق الطباعة، شيئا فشيئا أصبحت تتلاشى الصحف”، موضحة “نحن ليس لدينا أكشاك أو محلات لبيع الجرائد. أتمني عودة الصحف الورقية بشكل كبير، لأنها نوع من الثقافة بالرغم من صحافة الموبايل التي غزت كل شيء”.

لم ينج أصحاب المطابع أيضا من تأثير انتشار الصحافة الإلكترونية.

ويشكو نبيل الهوني (58 عاما) الذي يدير مطبعة وصحيفة “الحقيقة” من الوضع قائلا “عمري كله في المطبعة وللأسف لم نمر بأسوأ من هذه المرحلة. كنا ننشر في عام 2011 ألف نسخة بالرغم من أننا نصدر في الأسبوع عددا واحدا والآن بسبب الظروف المالية وعزوف القارئ وعدم دعم الدولة وظهور الصحافة الإلكترونية أدى هذا إلى توقف المطبعة”.

وأضاف “تم تسريح 12 موظفا لعدم قدرتي على دفع مرتبات لهم، نحن نحتاج إلى دعم وإمكانيات، الورق نأتي به من خارج البلاد ومكلف، لدي أمل أن نعود إلى النشر بشكل يومي”.

وتحسر على الوضع الحالي للصحافة الورقية وقال “الصحيفة هي تسجيل لتاريخ الشعب اليومي معقولة أخبارنا أصبحت على الإنترنت.. الناس اتجهت إلى الصحافة الإلكترونية في رأيي لأنهم لم يجدوا صحيفة تعمل بشكل حقيقي لم يتحصلوا على المادة التي تجعلهم يدمنون على الصحيفة”.

شاهد أيضاً

مع الانشغال بملف إعادة الإعمار.. الفلاحون في المناطق المنكوبة خارج دائرة الاهتمام

طالت كارثة الفيضانات والسيول في المنطقة الشرقية الأراضي الزراعية والثروات الحيوانية في منطقة الجبل الأخضر …