دعت تنسيقية الأحزاب السياسية، اليوم الأربعاء، إلى إنهاء حالة الانسداد السياسي، لضمان عدم تكرار الاقتتال، مؤكدة أن الاقتتال الذي يندلع من حين لآخر في العاصمة طرابلس ما هو إلا «تعبير عنيف عن حالة الغموض الذي تشهده البلاد، بما تحمله من تفكك مؤسساتها، ونهب ثرواتها».
وشددت التنسيقية، في بيان، على ضرورة محاسبة المسؤولين عن إراقة الدماء، معربة عن بالغ قلقها بشأن تداعيات الأعمال المسلحة التي اندلعت في طرابلس، ومحذرة من عواقبها على أمن واستقرار الوطن.
كما حذرت تنسيقة الأحزاب من خطورة استمرار حالة الغموض التي تعانيها البلاد، بما تحمله من «تفكك في مؤسسات الدولة، وعبث في مواردها، وتوسّع ظاهرة الفساد».
وشجب البيان الاقتتال والأعمال العدائية التي تروع المدنيين وتضر بأرواح وممتلكات الليبيين، داعيا إلى محاسبة المسؤولين عن إراقة الدماء، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.
كما دعا البيان إلى وقف فوري لحالات الإخفاء القسري التي بدأت تظهر مرة أخرى على الأراضي الليبية لنشطاء سياسيين وأصحاب الرأي، وإطلاق معتقلي الرأي والمعارضة السلمية في ربوع ليبيا.
وأكد البيان أن عدم الاستقرار وتزايد أعمال العنف في دول الجوار الجنوبي، التي تتصل بصراع دولي جيوسياسي إستراتيجي، تستلزم تضافر جهود كل السلطات الليبية المدنية والعسكرية والأمنية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن وسلامة الوطن، حتى لا تتحول الأراضي الليبية إلى ساحة لهذا الصراع.
التنسيقية ترفض استغلال هشاشة الوضع والضغط على السلطات بشأن ملف الهجرة
رفضت التنسيقية استغلال هشاشة الأوضاع الأمنية والسياسية وابتزاز السلطات التنفيذية في ليبيا، والضغط عليها بشأن الهجرة غير الشرعية، معتبرة أنها نتاج حقبة استنزفت خلالها الموارد الطبيعية في دول القارة دون حد أدنى من الاستثمار التنموي، لتطوير مستوى الحياة والمعيشة في بلدانها، وداعية الدول المعنية إلى مراجعة وتغيير مقارباتها في التعامل مع هذا الملف، وعدم الزج باسم ليبيا على أنها هي المسؤولة عن هذه الهجرة غير الشرعية.
التنسيقية تدعو إلى تبنى خارطة طريق سياسية
حذرت التنسيقية من خطورة استمرار حالة الانغلاق السياسي، وما يتبعها من تزايد معاناة أبناء الشعب الليبي، والتنكر لتطلعاته في إقامة دولة مدنية ديمقراطية تنعم بالأمن والاستقرار والازدهار، داعية إلى تبنى خارطة الطريق السياسية التي اقترحها الموقعون، والمتمثلة في إقامة ملتقى سياسي تأسيسي تُطرح مخرجاته للاستفتاء العام، لتكون أساسا للانتخابات، وتطبيق الحكم المحلي بصلاحيات تشريعية وتنفيذية كاملة.
تنسيقية الأحزاب ممن تتكون؟
تشمل تنسيقية الأحزاب كلا من أحزاب: التغيير، وتحالف القوى الوطنية، والعدالة والـبـناء، والجبهة الوطنية، والعمل الوطني، وتيار يا بلادي، وليبيا النماء، وتكنوقراط ليبيا.
وقد التقى ممثلو الأحزاب الثمانية، في 28 سبتمبر الماضي، السفير الإيطالي لدى ليبيا، جوزيبي بوتشينو، وناقشوا معه أهمية وجود الأحزاب في المعادلات السياسية والحوارات الوطنية، لضمان تمثيل حقيقي للمكونات السياسية، والتأسيس الصحيح للعبور إلى مرحلة مستقرة تقوم على أسسها دعائم الدولة المنشودة.